من هو الشيخ محمد فاضل
التعريف
نبذة عن شيخنا الشيخ محمد فاضل ول محمد لعبيدي
هو العالم النحرير و المربي الكبير والغوث الغياث الشريف المبرز والمعمِّرُ الأبرز سليل بيت الأشراف المعروف بالأسرار الربانية والعطايا الصمدانية أبي الأنوار الشيخ محمد فاضل بن محمد بن محمد عبد الرحمن (عْبيدي) بن السيد بن الفاضل بن محمد المختار المعروف باللقبين :الطالب مختار عند العرب و اجيه المختار عند مريديه من العجم ، وأمه الطاهرة بنت المصطف بن أحمد بن سيد أحمد القيلالي من تجكانت (أولاد الحاج).
ميلاده ونشأته وتعليمه
ولد في الحوض الشرقي في المنطقة الواقعة بين النعمة و تمبدغة حيث ديار عشيرته ،في حدود 1229هـ ، وتلقى أول دروسه المبكرة في مدارسها الجليلة وكان للعلامة سيد المصطف بن فال بن اخيار بن احمد بن اجيه المختار النصيب الاوفر من الاشراف على تعليمه، وقد كان خارقا للعادة في حفظه و فهمه لدرجة استيعابه جميع ما كان يدرس في زريبة التلاميذ التي حدثت فيها الحادثة الفارقة الفاصلة في حياته و حياة الكثيرين فيما بعد، فقد صادف يوم من أيام رحيل الحلة أن عمه العارف القطب الشيخ محمد فاضل، قد تخلف وراء الظعائن التي أبكرت، في انتظار صلاة الضحى، على عادته…فلما فرغ الشيخ من عبادته امتطى جواده ليلحق بالرحال، والتلميذ محمد فاضل مع أقرانه في زريبة التلاميذ فلاحظ أن عمه الشيخ محمد فاضل قد اتجه في غير وجهة الراحلين فلحق به يؤشر، فتوقف القطب الرباني للتلميذ ليقول له أن يُغير الإتجاه فما كان من الشيخ الوقور إلا أن قال له: أنت ابننا محمد فاضل ؟ فقال نعم، فقال الشيخ : أي بني وأنت أيضا عليك أن تتجه إلى الشمال فالحوض أصغر من أن يستوعبك…
يقول الشيخ محمد فاضل بن حبيب في كتابه(الضياء المستبين) إن ابن عْبيدي لما أشار له عمه تراءت أمام ناظريه جبال آدرار عياناً، وكان هذا الامر في إشارات أهل الحقيقة، تصديرا وتكليفا من قطب الوقت الشيخ محمد فاضل بن مامين لابن أخيه و سميه الشيخ محمد فاضل بن محمد بن عبيدي ، وكان عمره فقط 12سنة ،وكان يومها يدرس نصًّا في ابن الحاجب فما رأى كثيبا ولا فلاة إلا وقرأ فيه درسه حتى استكمل الكتاب ،وكذا الأمر مع الألفية والمدونة والمختصر ويقال إنه عرج وهو راحل على ولاتة، ومكث بتيشيت سنتين ثم جاوزها إلى شنقيط وكان يتوق إلى من يأخذ عنه سندا في الحديث فما وجد ضالته إلا عند العلامة الطالب أحمد بن طوير الجنة الحاجي الذي أخذ عنه سند العلامة بن الحاج ابراهيم العلوي، ثم تداعى الناس من كل حدب وصوب عليه في جبل الريشات بحفرة ودان حيث بنى دارَهُ “سْعاده” وبدأ التعمير و التأبير والتعليم والتدبير وتربية القلوب ، وغرس بستانه الشهير “ألحصن”بحافة “وران”…
رحلة الحج والتعمير والتربية
بعد استقراره في بيئته الجديدة واكتمال بنية الإعمار من دور و بساتين و واحات، وسطوع نجمه في المنطقة وتقاطر الناس للنهل من فيضه العلمي الزاخر وعطائه المتكاثر، همَّ بقضاء لُبانته الأولى وهي حج البيت وزيارة خير البرية ، فكانت رحلة ميمونة أفاض الله عليه فيها من الكرامات ما يضيق المجال عن حصره.
وفي طريق العودة ،نزل بالمغرب في عهد المولى عبد الرحمن سلطان المغرب حينها، فأكرمه أيما إكرام وأنزله بالقصر المولوي و كان يقول له لقد قسمت و قتي مناصفة يوم لك و يوم للرعية ، و استبقاه معه سنة كاملة ثم ودعه بمزيد الاجلال و العطايا الجزيلة .
العلم والعمران والزراعة
وكانت هدية المولى السَّنِيَّةُ مكتبة كاملة الأركان ذاع صيتها إلى يومنا هذا، باكورة الحوزة العلمية فشيدت لها الخزائن في مكانها الذي أصبح يسمى “الزيارة”(18كلم شرق حاضرة الجريف) لكثرة من زاره فيها من الوفود طلبا للعلميْن والتماساً للنفعيْن، فكان بهما جديراً..
وقد ظلت هذه المكتبة التي نافت مقتنياتها على 4000 مخطوط ،منارة هداية ومنهل ورد إلى أن أحرقتها كتيبة من حر
كة البوليساريو في هجوم ظالم على مزار مسالم، ورمز قائم سنة 1977 ، وما زال بعض مقتنياتها لد ى حضرته العامرة بأحفاده البررة ومريديه الأوفياء.
ولقد لزم الشيخ الجليل هذه المنطقة التي ستحمل اسمه فيما بعدُ: باطن الشيخ محمد فاضل ، بعدما طلب الإذن في الإقامة بها من أمير آدرار، وقتَها،أحمد بن عيدَّه الكبير ثم اشتراها من الإمارة في عهد أحمد ولد مْحمد، وتقع ما بين أمكجار و وزميلة تفل شرق الغلاوية، . و قد تكونت في المنطقة الذكورة مجتمعات بشرية التفت حول الشيخ و اصبحت قبيلة معروفة بأهل الشيخ محمد فاضل ومن ضمن استصلاحاته الباهرة التي عم نفعها الساكنة الوافدة من عامة المسلمين وخاصة المريدين: واحات ابتدعت وعيون حفرت وينابيع فجرتْ أحيتْ أرضا كانت مواتا، وعمرتْ بلقعاً وفلاتاً، فأضحتْ أماكن و مقاصد منها:الغلاوية،زيري ،البيض،أم الخيرات ،الزيارة،الجريف، انتيد الخ…
كما أحيي قرائر مثل : تاشونت و قرارة أوس و المبدوعة
وام الارجام وام الارزاق الخ..ومن كراماته أن واحة الزيارة التي كانت من الخصوبة بحيث حوت 400سانية(شيلال)تروي الحدائق الغناء والبساتين الفيحاء، لمَّا نزل بها الفرنسيون وأرادوا اتخاذها قاعدة لأدرار ، جـّفَّـتْ عيونها واحدة بعد الأخرى حتى ارتحلوا
مكانته العلمية و إشعاعه الصوفي
بلغ الشيخ محمد فاضل في علمي الشريعة و الحقيقة مرتبة لا تُضاهى و بهاء
لا يباهى ، حتى أصبح ، محكمة الشمال العليا و مفتي الديار و خازن الأسرار، وقذف الله محبته في القلوب وشرح لعلمه الصدور ، وأقر له البعيد و القريب بالسبق العجيب، وقد زاره مرتين شيخ المشائخ وإمام المجاهدين ومجدد الملة والدين الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين واستجاب لإشارته بأن يعود إلى بلاد الساحل،يقول الجهبذ الشيخ ماء العينين بن العتيق في ذلك عنه:” كان مشهورا بالولاية والصلاح وكان كشفه مجربا صحيحاً عند العام والخاص وكان أسنَّ من الشيخ ماء العينين بكثير فلذلك عمل بإشارته”.
وكان ابن عمه أخو الأول ،الغوث الصوفي الذائع الصيت الشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل بن مامين كثير التردد عليه لصلة رحمه و زيارته وكان يصطحب معه فتاوى و بحوث أهل القبلة، حيث يقيم، ويتذاكر معه فيها. وكان يقول تأكدوا من صحة السند إلى الشيخ محمد فاضل بن محمد بن عبيدي أو محمذٍ فال بن متالي واعملوا بما قالا و لا تُبالوا. ولم تشغله مهام التعمير والتدبير والإفتاء و تربية القلوب والسعي في الإصلاح الدؤوب، عن التأليف والتصنيف إذ ترك ما يربو على عشرين مصنفا في مختلف العلوم .
وقد أقرَّ رسوخ قدمه في العلم ،علاوة على من سبقا، أجلاءُ معاصريه أمثال أحمد بن عبد الحي ومحمد المختار بن صهيب اليعقوبي في كتابه” البيان”. إلى غيرهم، مما لا يحتاج بيانا.
وقد أقام معه الكثير من القبائل نذكر منهم عشائر التهالات(الرقيبات) والسماليل وتتلمذ عليه الكثير من قبائل الشوكة لدرجة استعمال وَسْمِه(النقلي) على ثرواتهم الحيوانية، كما احتمى به الكثيرون من ظلم الظلمة و النهابة فكان مرهوب الجانب مرغوب الرضى رضي الله عنه.
وكان وثيق الصلة بالأمراء أحمد ولد عيده الكبير ومْحمد وأحمد ولد مْحمد، كما أرسل له بكار و لد سويد أحمد مبايعًا.
أما صلاته بأهل العلم فنذكر منها، مثالا لا حصراً، علاقته بشيخه الطالب احمد بن طوير الجنة الحاجي واحمد بن البشير القلاوي.
وخيرت عالملان
محمد عبد الرحمن الجيه