بعد عودته مظفرا من معركة توجنين بدأ الشيخ محمد المامون يعد العدة لهجوم جديد علي الحامية العسكرية الفرنسية و لكن هذه المرة وقعت عيونه الاستخباراتية علي هدف خاص ثمين تمثل في فرقة اترارزة المتنقله االتي كانت تتحرك في اتجاه آدرار و تتمثل خصوصية الهدف في كون الملازم دو-ماكماهون (De-Mac-Mahon و يعرف عند البظان ب ماك-ماك و هو من اسرة فرنسية نبيلة حكمت فرنسا سنة 1873 ) من ضمن افراد تلك الفرقة المتنقلة .. تحرك المجاهدون باتجاه الهدف لكن عيون المحتل الخبيثة كشفت تحركاتهم فحولوا اتجاههم الي قلمان و هناك في تلك المنطقة وقع الشيخ محمد المامون من راحلته و كسرت فخذه فانمهك المجاهدون في علاجه في جو طبعه التشاؤم من تلك الغزوه و لما رأي الشيخ ان التجمهر في تلك النقطة لا يخدم امن المجاهدين .. جمعهم اليه و استشارهم حول الخطوة التالية فأشار بعضهم بالرجوع تشاؤما بما تخلل الغزوة من احداث .. و اشار آخرون بالمواصلة متهمين اصحاب الرأي الآخر بالجبن من ملاقات العدو ..و لما ارتفع اللغط اتخذ االشيخ م. المامون قرارا سريعا بعقد اللواء للمجاهد سيدي ولد الشيخ ولد لعروصي و اصدر امرا بان من اراد ان يتابع الغزوة فعليه ان يتبع ولد لعروصي و من رأي عكس ذلك فله ان يرجع الى مخيمات الشمال و لا حرج عليه ..فذهب من ذهب مع ولد لعروصى و رجع الى الشمال من رجع .. المهم ان تلك الغزوة لقيت العدو عند منطقة ام التونسى و تكللت بنجاج منقطع النظير و هو ما سطره الشيخ محمد المامون في الطلعة الملحمية التالية:
اتعين اولاد ادليم هاه يالرب واتعينهم كاملين متلاحكين
واتعينهم افخاظ وافرادللحرب بيهم الل باط فيه مُجربين
ما خالك اقبيلت اعرب تنطرب بها الل الها اولاد ادليم امغمسين
امغمسينها زاد فالحرب وامغمسينها فالغلظ عارفين
وساو غزيهم الماه مرتهب شرواطْ لمحاصر يوم آفليشين
ذاك الواساو فيه يغلب لنصار والل به زايدين
ومنهم يكان شفت اركب ركب ما إجوك متحزمين وناشعين
الباسهم زين ياسر امهدب اكوابْ وإحياكن امباركين
والواويش امحشي من ازغب اكبار واعلا ارواحل امدفيين
وارواحل اعلا ازوازيل تطرب اطوال واشباشيبها اوكوفين
واعليهم اعمايم اشيوخ لعرب يظو امدافعهم واسكاكين
ويوم ام التونسي انهار فالحرب وانهار فالدنيا ولاخرة امتين
متلاحك فيه اجناس لعرب وانواع انصار فيه كاملين
الكاوهم اولاد ادليم ابجز يرهب ونعتولهم انهم ماهم امكاتبين
وحزوهم افذيك تفلي وطب الصوع فاعكابهم الشين لمتين
من ام التونسي الواد لحطب ومن فم إلى أنواكشوط هاربين
صدو اولاد ادليم امصد لعرب امغيرين كل حد وامجاهدين
المات منهم فالجنة اشرب واعليه حور العين متلاحكين
والحي منهم باسعايا أنطرب وايديه من اسعايا امكيلين